للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حرج، والله -سبحانه وتعالى- أجرى كل شيء في كونه بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره، يريد بقضائه القضاء الكوني لا الشرعي، فإن القضاء يكون كونيًّا وشرعيًّا.

فالقضاء الكوني ففي قوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} (فصلت: ١٢) والقضاء الديني الشرعي، وذلك في قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ ألَّا تَعْبُدُواْ إلَّا إِيَّاهُ} (الإسراء: ٢٣) وكذلك الإرادة قد تكون كونية ودينية -وهذه قد سبق ذكرها- والأمر أيضًا يكون كونيًّا، ويكون شرعيًّا، فالأمر الكوني ففي قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون} (يس: ٨٢) وكذا قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (الإسراء: ١٦) والأمر الشرعي ففي قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} (النحل: ٩٠) وقوله: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (النساء: ٥٨).

هذا وبالله التوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <   >  >>