للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثنا وكيع ثنا سفيان عن إبراهيم بن أبي حفصة قال: قلت لعلي بن حسين: إن أبا حمزة الثمالي وكان فيه غلو يقول: لا نصلي خلف الأئمة ولا نناكح إلا من يرى مثل ما رأينا، فقال علي بن حسين: بلى نصلي خلفهم ونناكحهم بالسنة. وعن وكيع عن سفيان عن الأعمش قال: كانوا يصلون خلف الأمراء ويحتسبون بها. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى» (١) . وعن ابن أبي قماش عن ابن عائشة قال: ما أمر الله تعالى عباده بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان: فإما إلى غلو وإما إلى تقصير، فبأيهما ظفر قنع. وعن ابن يحيى قال حدثني بعض شيوخنا قال: قال علي بن غنام: كلا طرفي القصد مذموم، وأنشد أبو سليمان:

وَلَا تَغْلُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَمْرِ وَاقْتَصِدْ ... كِلَا طَرَفَيْ قَصْدِ الْأُمُورِ ذَمِيمُ (٢)

قال الخطابي: والطريقة المثلى في هذا الباب، أن لا تمتنع من حق يلزمك للناس وإن لم يطالبوك به، وأن لا تنهمك لهم في باطل لا يجب


(١) رواه البزار في مسنده (كما في كشف الأستار برقم ٧٤) وقال الهيثمي: فيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل وهو كذاب. مجمع الزوائد (١ / ٦٢) .
(٢) العزلة ج: ١ ص ٩٧ / أبو سليمان الخطابي البستي ٣٨٨ هـ المطبعة السلفية ١٣٩٩ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>