فعلى المعلم أن يتحلى بالرفق والأناة والحلم، فلا يعنف ما وجد للرفق سبيلا؛ وذلك أن من ابتلي بانحراف؛ غلو أو غيره من الأمراض الفكرية، إنما هم جزء من مجتمعنا، وعلى المعلم أن يأخذ بأيديهم بكل رفق وحلم، وأناة ولين.
ولئن كان مثل ذلك في حق الطاغية الكافر، الذي ادعى لنفسه الربوبية والإلهية من دون الله؛ فلأن يكون الحلم والخطاب اللين مع إخواننا من باب أولى، وهذا هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم، وتلك هي طريقته في دعوته وعلاجه للمشكلات، وتقويمه لكل انحراف أو اعوجاج.
(٤) التعامل بروح الأبوة والأخوة: وينبغي للمعلم كذلك أن يتصف في علاجه لظاهرة الغلو خصوصا، وتعامله مع طلابه عموما، بروح الأبوة المشفقة، والأخوة الحانية، إذ ظاهرة الغلو غالبا ما تستشري بين الشباب خاصة، وهم يتسمون بالحماسة والاندفاع.
فعلى من يتصدى لعلاجهم وتوجيههم أن يكون رقيقا في معاملته، لطيفا في أسلوبه وكلامه، فلا يعنف، ولا يتهكم، ولا يسخر، ولا يسفه، بل يوضح الحقائق، ويزيل اللبس، ويجيب عن الشبهة والإشكال، على ذلك بالحسنى؛ بل: بالتي هي أحسن. فلا يهجم هجوم عدو، ولا يطعن