* الإسلام وسط في الأخلاق والسلوك فقد جاءت الشريعة الإسلامية وسطا بين الإفراط والتفريط في الالتزام الأخلاقي، وبين الجنوح إلى المثالية الخيالية، فهي لا تترك الحياة كلها للمشاعر والضمائر ولا للترف والميوعة والهوى والشهوة المحرمة فيعصف بها في تيارات الشهوات المحرمة والخلاعة والمجون، ولكن الدين الإسلامي يهذب السلوك ويرفع الضمير ويرتقي بالمشاعر ويعمر القلب بالتقوى والشعور برقابة الله تعالى تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي وصفه ربه بأنه على خلق عظيم، وهكذا نجد الإسلام وسطا في جميع العلاقات الإنسانية فردية كانت أو اجتماعية بل جميع المصالح الذاتية والاجتماعية (١) .
* الإسلام وسط في أعمال الخير والمصالح يقول العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى:(فصل في الاقتصاد في المصالح والخيور. . . . . . . . . والاقتصاد رتبة بين رتبتين ومنزلة بين منزلتين والمنازل ثلاثة: التقصير في جلب المصالح، والإسراف في جلبها، والاقتصاد بينهما قال تعالى:{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا}[الإسراء: ٢٩] قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: (الحسنة بين السيئتين)
(١) أباطيل وأسمار لمحمود شاكر ص ٥٢٢ ومدخل لدراسة الشريعة الإسلامية د. عثمان ضميرية ص٥٧ وما بعدها.