للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْأَوْثَانِ» أخرج الشيخان (١) فكان الرجل المشار إليه في الحديث بذرة الخوارج الذين استحلوا دماء المسلمين وكفروا أهل القبلة، وقاتلهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وإنما ضل هؤلاء لعدم فهمهم القرآن الكريم، فهم وإن كانوا يقرءون إلا أن تلك القراءة عرية عن الفهم الصحيح، فلذلك كانوا يأخذون آيات نزلت في الكفار فيحملونها على أهل القبلة، فيكفرونهم، كما قال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - في الخوارج (إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين) (٢) .

وما دام هؤلاء كفروا مجتمعهم، فإن هذا يقضي باستحلال دمائهم، وهذا الذي كان كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكان من أعلام نبوته. قال أبو قلابة: (ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف) (٣) وهذه عامة المبتدعة الغالبة، والعلامة التي يشترك فيها جمهرتهم.


(١) البخاري (٨ / ٥٢) كتاب استتابة المرتدين: باب قتل الخوارج والملحدين ومسلم (١ / ٧٤٠) رقم (١٠٦٣) في الزكاة: باب ذكر الخوارج وصفاتهم.
(٢) أخرجه البخاري تعليقا في (٨ / ٥١) كتاب استتابة المرتدين: باب قتل الخوارج والملحدين، ووصله الطبري في تفسيره بإسناد صحيح، وانظر أيضا فتح الباري (١ / ٢٨٢) .
(٣) رواه الدارمي (١ / ٤٤) رقم (١٠٠) المقدمة: باب اتباع السنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>