للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولله در شيخ الإسلام ابن تيمية حين يقول: (طريقة أهل البدع يجمعون بين الجهل والظلم، فيبتدعون بدعة مخالفة للكتاب والسنة وإجماع الصحابة، ويكفرون من خالفهم في بدعهم) (١) اهـ.

وقال ابن القيم في المدارج (٢) (ما أمر الله تعالى بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان إما إلى تفريط وإضاعة وإما إلى إفراط وغلو، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه، كالوادي بين جبلين، والهدى بين ضلالتين، والوسط بين طرفين ذميمين فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له، فالغالي فيه مضيع له، هذا بتقصيره عن الحد، وهذا بتجاوزه الحد) اهـ.

وهذا النص كالشرح لقول الإمام الحسن البصري: (سننكم والله الذي لا إله إلا هو بينهما، بين الغالي والجافي) (٣) وهو نحو قول مطرف بن عبد الله: (خير الأمور أوسطها: الحسنة بين السيئتين، وشر الأمور الحقحقة) (٤) .

ومما أوردنا من النصوص عن هؤلاء الأئمة الأعلام ندرك أن هؤلاء المبتدعة من الخوارج ومن دار في فلكهم إنما وقعوا في براثن


(١) الرد على البكري (٢ / ٢٥٥) ط المطبعة السلفية بمصر.
(٢) مدارج السالكين (٢ / ٤٩٦) ط دار الكتاب العربي.
(٣) رواه الدارمي (١ / ٦٣) رقم (٢٢٢) المقدمة: باب في كراهية أخذ الرأي.
(٤) المحجة في سير الدلجة ص (١٨) ط الثانية دار البشائر الإسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>