للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ» (١) والمعنى: لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب، وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة، فإنه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال، أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل، " فَسَدِّدُوا " أي الزموا الصواب، وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط (٢) .

(٢) وعن مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، وَيَسْجُدُ وَيَرْكَعُ، وَيَسْجُدُ وَيَرْكَعُ. . وجاء في آخره: " إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ» وفي رواية: «إِنَّكُمْ أُمَّةٌ أُرِيدَ بِكُمُ الْيُسْرُ» (٣) .

(٣) وعن الأعرابي الذي سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خَيْرُ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ» (٤) .

(٤) وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا: «إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما ميسرا» (٥) .


(١) رواه البخاري في: ٢ - الإيمان، ٢٩ - باب الدين يسر، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة " ١ / ٢٣ (٣٩) .
(٢) انظر: فتح الباري ١ / ١١٧.
(٣) رواه الطيالسي في مسنده، ص ١٨٣؛ وأحمد في ٤ / ٣٣٨، و ٥ / ٣٢؛ والبخاري في الأدب المفرد، ص ١٢٤؛ وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٤ / ٣٤٩؛ والطبراني في الكبير ٢٠ / ٢٩٦، وإسناده حسن.
(٤) أخرجه أحمد في ٣ / ٤٧٩، وصحح الحافظ إسناده في الفتح ١ / ١١٦.
(٥) رواه مسلم في: ١٨ - الطلاق، ٤ - باب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاقا إلا بالنية ٢ / ١١٠٤ (١٤٧٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>