للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٥) وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ فَثَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ لِيَقَعُوا بِهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهُ، وَأَهْرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» (١) .

قال الباجي - رحمه الله تعالى - عند شرح هذا الحديث: هذه سنة من الرفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا سيما لمن قرب عهده بالإسلام، ولم يعلم منه الاستهانة به، فيعلم أصول الشرائع، ويعذر في غيرها، حتى يتمكن الإسلام من قلبه؛ لأنه إن أُخِذَ بالتشديد في جميع الأحوال خيف عليه أن ينفر قلبه عن الإيمان، ويبغض الإسلام، فيؤول ذلك إلى الارتداد والكفر الذي هو أشد مما أنكر عليه (٢) .

(٦) وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى» (٣) .

(٧) وحديث عروة الفقيمي رضي الله عنه: «كُنَّا نَنْتَظِرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ يَقْطُرُ رَأْسُهُ مِنْ وُضُوءٍ - أَوْ غُسْلٍ - فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ جَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِينَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي يُسْرٍ» ثَلَاثًا يَقُولُهَا (٤) .


(١) أخرجه البخاري في: ٨١ - الأدب، ٨٠ - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " يسروا ولا تعسروا " وكان يحب التخفيف على الناس ٥ / ٢٢٧١ (٥٧٧٧) .
(٢) انظر: المنتقى ١ / ١٢٩.
(٣) أخرجه البخاري في: ٣٩ - البيوع، ١٦ - باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع، ٢ / ٧٣٠ (١٩٧٠) .
(٤) أخرجه أحمد في مسنده ٥ / ٦٩؛ وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٢ / ٣٩٧؛ والطبراني في الكبير ٧ / ١٤٦؛ وأبو يعلى في ١٢ / ٢٧٤. وحسن الحافظ إسناده في الفتح ١ / ١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>