للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية: " أي أنه جاء بالتيسير والسماحة. . وقد كانت الأمم التي قبلنا في شرائعهم ضيق عليهم، فوسع الله على هذه الأمة أمورها وسهلها لهم. . " إلخ (١) .

وقال القرطبي - رحمه الله تعالى -: " ولم يكن في دين محمد صلى الله عليه وسلم الرهبانية والإقبال على الأعمال الصالحة بالكلية، كما كان في دين عيسى عليه السلام، وإنما شرع الله سبحانه حنيفية سمحة خالصة عن الحرج، خفيفة على الآدمي " (٢) .

٣ - إن اليسر والسماحة ورفع الحرج تشمل جميع أعمال المكلف، الدينية منها والدنيوية، ما لم يخالف حكما شرعيا. فليس للمسلم أن يشدد على نفسه بما لا يحتمله من العبادة، ولا أن يضيق على نفسه في أمور الدنيا بزعم التقرب إلى الله تعالى بذلك، فليس التضييق على النفس في الحلال من القربة إلى الله تعالى والزهد؛ لأن وجهة الإسلام العامة هي التيسير، فمن يبغي الشدة والتعنت إنما يعاند روح الإسلام (٣) .

٤ - إن الأمر بالتيسير والسماحة يعم جميع المكلفين، كل فيما يخصه:


(١) تفسير القرآن العظيم ٢ / ٢٦٥.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ١٠ / ٥٦ - ٥٧.
(٣) انظر: الموافقات ١ / ٣٤١؛ العبادة في الإسلام، ص ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>