للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرسل إلينا رسوله محمدا - صلى الله عليه وآله وسلم - مبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأنزل علينا خير كتبه، ورضي لنا الإسلام دينا.

والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين.

أما بعد، فإن حكمة الله البالغة اقتضت أن يكون دين الإسلام خاتم الرسالات الإلهية لأهل الأرض، وهو الدين الذي رضيه الله لعباده المؤمنين: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: ٣] (١) ولا يقبل الله من أحد من المكلفين كائنا من كان دينا غيره كما قال جل ذكره: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: ١٩] (٢) {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: ٨٥] (٣) .

ورسالات الأنبياء السابقين وشرائعهم كانت هدايات وقتية سرعان ما تتبدل ويدخلها التحريف والتغيير على أيدي أبنائها أو غيرهم بعد موت نبيهم، ويظل أهلهم يوغلون في التخبط عن الرسالة الحقة التي


(١) سورة المائدة: الآية ٣.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٩.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>