للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاءهم بها نبيهم، وتختلط الأمور عليهم بسبب التحريف الذي لحق بها حتى يبعث الله لهم نبيا آخر يردهم إلى الجادة، ويحيي ما اندرس من معالم الدين الصحيح.

كما أنها رسالات خاصة بالأقوام الذين يبعث فيهم الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، وليست عامة لكل البشر كما قال الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: ٤٨] (١) ولهذا قد يوجد في الزمن الواحد أكثر من نبي، كل يبعث في قومه خاصة.

أما رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ودينه الخاتم - الإسلام - فإنها عامة لكل الخلق لا تختص بأمة دون أمة، ولا بموطن دون موطن، بل كل الخلق بعد بعثته صلى الله عليه وسلم أمة واحدة هي أمة الدعوة، والرسول واحد والدين واحد: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: ٢٨] (٢) .

ويقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: « (فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ:. وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِي النَّبِيُّونَ) » (٣) .

كما أن هذه الرسالة خالدة باقية إلى نهاية هذه الدنيا محفوظة بحفظ الله لكتابها من التغيير والتبديل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩] (٤) .


(١) سورة المائدة، الآية: ٤٨.
(٢) سورة سبأ، الآية: ٢٨.
(٣) هذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه ": ٥ - كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب المساجد ومواضع الصلاة ح (٥ - ٥٢٣) ، ص (٢١٣) .
(٤) سورة الحجر، الآية: ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>