للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء في الحديث الصحيح: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ» (١) .

وقد جاء هذا الدين هداية للبشرية كلها ورحمة بها كما يدل على ذلك قوله تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧] (٢) .

وهذه الرحمة تشمل جوانب عديدة، من أهمها:

(١) أن الله رفع به عذاب الاستئصال للكافرين وهم أمة الدعوة.

(٢) أن الله جعل في دينه سعادة الدنيا لمن التزم به لما فيه من سعة، ويسر، وحق، وعدل، وخلاص من القلق والحيرة، وجعل فيه سعادة الآخرة بالفوز برضوان الله، ودخول الجنة، والتمتع بما أعده الله فيها للمتقين.

رَوَى الْإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ. قَالَ: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً» (٣) .


(١) هذا حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ": ٩٦ - كتاب الاعتصام، ١٠ - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون " وهم أهل العلم ح (٧٣١١) ، ص (١٥٣٣) .
(٢) سورة الأنبياء، الآية: ١٠٧.
(٣) ٤٥ - كتاب البر والصلة والأدب، ٢٤- باب النهي عن لعن الدواب وغيرها ح (٨٧ = ٢٥٩٩) ، ص (١١٣٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>