وكما ان اصحاب الباطل يطبقون هذه القاعدة تطبيقا دقيقا يفوق في كثير من الاحيان دقة اصحاب الحق فيصمون آذانهم عن سماع الحق كما قال الله سبحانه وتعالى على لسان نوح عليه السلام:" واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا"
وتثار مشاعرهم وينزعجون عند سماعهم للحق ...
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:
" ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا" قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوار بمكة فكان اذا صلى باصحابه رفع صوته بالقرآن فاذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن انزله ومن جاء به فقال الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم:" ولا تجهر بصلاتك" فيسمع المشركون قراءتك " ولا تخافت بها"
عن اصحابك اسمعهم القرآن ولا تجهر ذلك الجهر" وابتغ بين ذلك سبيلا" يقول بين الجهر والمخافتة.
فأولى بأصحاب الحق ان يصونوا آذانهم عن سماع الباطل بشتى انواعه من غناء ولمز وغيبة ونميمة واستهزاء وفتنة وتشكيك ...
والأذن كالنحاس في سرعة توصيل الحرارة الى القلب فاذا كان المسموع باطلا تأثر به القلب فاما ان تزداد الحرارة فينحرق فيصبح مولعا بسماع الباطل ولا يحب سماع غيره او ان تصل الحرارة ضعيفة فتشغله في كثير من الاحيان عن سماع الحق.
والداعية المخلص لا يقول قول ذلك الساذج" ساعة لربي وساعة لقلبي"