يصف له حالة المسلمين بالمستقبل بوحي من الله حتى يقول له حذيفة فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم دعاة على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها قلت أي حذيفة) صفهم لنا قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. ثم يقول حذيفة للرسول صلى الله عليه وسلم: فما تأمرني ان ادركني ذلك؟
قال: تلزم جماعة المسلمين وامامهم ثم قال حذيفة:
فان لم يكن لهم جماعة ولا امام؟ قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك " بهذا كان يوصيهم لعلمه ما للجماعة من الاهمية في ازالة الباطل. ولكن الجماعة ليست آخر دواء لمحاربة عدو الله والانتصار عليه انما تتبعها ادوية كثيرة لعلاج ما يستجد من امراض خلال ممارسته العمل الجماعي وكذلك لتقوية النفس على تحمل عبء هذا الطريق الصعب وتزكيتها.
" قد افلح من زكاها" من هذه الادوية - المحاسبة ...
[المحاسبة]
ولقد اعد هذا الدواء نتيجة للامراض التي يلاقيها الداعية خلال ممارسته العمل الجماعي من العجب والرياء وحب الرياسة والكبرياء عن اخذ النصيحة وما شابه كل ذلك يزرعه عدو الله في طريق الداعية ليجعله يحيد عن الطريق فتقطع الجذور وتتوقف الأثمار ...
فكان من واجبات الداعية ان يتجرع هذا الدواء بين كل آونة واخرى يراجع نفسه ويصفيها مما علق بها من شوائب ويعزم ان يصقلها بالاخلاص والاقلاع عما علق في نفسه ...