هذا الانسان الذي اعطاه الله الحق واضحا كاملا ولكنه اعطى للحق قفاه وفي كل لحظة من لحظات عمر هذا الانسان يبين الله له الحق ليهتدي به ولكنه يأبى الا اتباع الشيطان" واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين". يبين له الحق في نفسه وفي الاخرين وفي الكائنات الحية وفي الكون ومع هذا الحشد من الحقائق التي تمر على هذا الانسان يابى الا الانسلاخ عن الحق واتباع الشيطان وبعضهم يتأثر عند سماعه للحق لدقائق او ايام او شهور ولكنه لا يلبث حتى يعود من حيث اتى كأن الحق ملابس تحك جسده العاري فينزعها ويرميها بعيدا ويلبس ثياب الباطل ليتعرف عليه زعيمه ابليس كي يستقبله بعد ذلك الانسلاخ حالا دون انتظار" فاتبعه" وضمه الى معسكر الضلال واكتسب هذا المعسكر عضوا جديدا بل وفودا جديدا لجهنم
وسار هذا العدو يستقبل الألوف من المنسلخين عن الحق- ويا لحسرة على هذا الانسان ويا لها من نهاية - الضلال بعد معرفة الحق وكأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يندمج مع تلك الايات شارحا لها حين يقول
" فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها"