ولربما تسرب شيء من الخوف الى نفس المؤمن من ذلك الباطل الضخم ولكن الله يرد تلك المخاوف بقوله:" انما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين ".
فالمؤمن متيقن أن ذلك التضخم الذي حدث للباطل انما هو أورام ذات غشاء رقيق مليئة بالميكروبات الخبيثة جاءت غازية لذلك الجسم السليم فكلما زاد حجم هذه الأورام كلما دنا أجل انفقاعها ويخرج ذلك القيح النتن بعد الانفقاع ويعود الجسم الى حالته السليمة.
فلا يخاف الا من الله ولا تروعه أعمال الباطل الكثيرة ما دام متمسكا بالحق في عصبة الحق ويراها دائما ط كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء".
أما هو فليس من هؤلاء الظمآى الذين يرون السراب كأنه ماء وذلك بتسليمهم للمخاوف التي يلقيها الشيطان في نفوسهم فينغرس الوهن فيهم - فلا يخافهم أحد.
أما المؤمن فيرى تضخمهم أوراما وأعمالهم سرابا ولئن حاول عدو الله تخويفه بأوليائه من الباطل تذكر قول الله تعالى:" انما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين".
[الأماني الكاذبة]
يعد الشيطان أولياءه بأنه لا جنة ولا نار أو يهون النار على قلوبهم فلا يخافونها ولا يقدرونها حق قدرها فيجترئون على المعاصي ويمنيهم النجاة من عاقبة أعمالهم ويزرع في قلوبهم أن اعملوا ما شئتم من المعاصي فان لكم ربا غفورا وينسون أنه شديد العقاب.