والغضب ليس مقياسا لاكتساب احترام الناس كما يزينه الشيطان للبعض والداعية الصادق لا يقابل سفاهة السفهاء بكلام بذىء وغضب سافر انما يقابلهم بالحلم الذي قابلهم به الشافعي لأنهم مرضى وهو الطبيب النفسي وليس من آداب الطب الغضب من تصرفات المرضى وشتائمهم بسبب الأمراض المزمنة التي سكنت في قلوبهم ...
وقد يدخل عدو الله من مدخل آخر فيخلط الغضب لله بالغضب للنفس وهنا على الداعية أن يقف ويسأل نفسه وليكن صريحا معها - أهذا الغضب لله أم للنفس؟
والمثال على ذلك ... اذا نصحك أحد الناس نصيحة ووجدت في هذه النصيحة غلظة عليك أن تكون حليما ولو كان أقل منك علما أو سنا.
وهنا يطرح السؤال نفسه بعد الانفعالات التي داخلتك وبعد الوساوس التي طرحها عدو الله في قلبك وأشعل النار تحت الأثافي ليزيدك حرارة ويشعلك غضبا ... هل سترضى بالنصيحة وتبتسم ابتسامة القبول وتقول له جزاك الله خيرا أم ستثور لنفسك ويخدعك الشيطان قائلا لك " علمه كيف ينصح" وأنت بذلك تبغي الانتصار للنفس - فان كان الآخر فاستغفر لذنبك وان أصررت الا الانتصار للنفس فاعلم أن الشيطان قد انتصر عليك هذه المرة فانهض من عثرتك ولا تكن من الذين يرضون بالهزيمة.
وبما أن الغضب أحد العوامل التي تفكك الجماعة المسلمة وذلك ما يداخل نفوس الغاضبين من حب الهجر والقطيعة وحفاظا على وحدة الأسلوب يستخدم ابليس مدخلا آخر مختلف اللون ولكنه يؤدي الى نتيجة واحدة الا وهو:
[الانهماك بالمزاح:]
ولعل المزاح من أكبر الوسائل التي يستخدمها ابليس في التفريق بين الأحبة لتفكيك الصفوف.