ان الذين علموا ان الشيطان لهم عدو فاتخذوه عدوا موقنون حق اليقين بانه يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير اما اولئك الذين غلبتهم اهواءهم وغشى الباطل قلوبهم وحسبوا ان الشيطان حبيب لهم فاتبعوه وبدأوا يفتخرون ما بين آونة وأخرى باتباعه في كل شىء في السياسة والاقتصاد والاجتماع يجىء تحذير الخالق جل وعلا لهم ليذكرهم ان الشيطان ما زال مسددا سهامه اليهم وما زال يحدد موقع المقتل في اجسادهم وما زال ينتظر المصابين بسهامه ان يقعوا في الهوة الساحقة بعد ان ترنحهم من اثر الضربات قائلا لهم:" ان الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا". فلا يكفي العلم بانه عدو فحسب بل عليهم ان يتخذوه عدوا ... عليكم ان لا تركنوا اليه ولا تتخذوه ناصحا لكم ولا تتبعوا خطاه فالعدو لا يتبع خطى عدوه وهو يعقل وهو لا يدعوكم الى خير ولا ينتهي بكم الى نجاة انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير انها لمسة وجدانية صادقة حين يستحضر الانسان صورة المعركة الخالدة بينه وبين عدوه الشيطان يتحفز لدفع الغواية والاعراء ويتيقظ لمداخل الشيطان الى نفسه ويتوجس من كل هاجسة ويسرع ليعرضها على ميزان الله العادل الذي اقامه له ليتبين له الحق فلعلها خدعة مستترة من عدوه القديم"
وفي الآية كذلك دعوة من الله لاصحاب الحق بالمفاصلة فاتخذوه عدوا وتحذير من الحق جل وعلا في نفس الوقت من ان يتخذ اصحاب الحق عدوهم وحزبه اولياء او يتنازلوا بعض الشىء عن مبادئهم ... كلا والف كلا انهم اعداء فاتخذوه عدوا.