فكانه تواص بينهم على الضلال وكانما يضل بعضهم بعضا ويلقون ببعضهم بالنار ولا يشعرون ... واني لاكاد ارى هذا المنظر ماثلا امام عيني في كل مجلس باطل به شياطين الانس.
[انه يراكم]
لقد أكسب الله ابليس صفة الرؤية لبني آدم من غير ان يروه وهي بلا شك صفة خطيرة حيث ان صاحب هذه الصفة يملك ان يراقب الآخرين ويرصد حركاتهم وهم لا يرونه فبهذا يكون متحكما فيهم اشد تحكما يرفع سلاحه ويسدد بأناة ثم يضرب خصمه ويقتله بسهولة ويسر فلو كان يراه لهب يدافع عن نفسه ولكن أنى له ذلك وهو لا يراه.
وتبقى هذه الصفة خطيرة على بني آدم الا من استعصم بقوة اقوى من مالك هذه الصفة فانه من دون شك سيعصمه من ابليس وقبيله بل يقذف في قلبه الاحساس برؤية ابليس ليأخذ حذره منه " انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون".
ولا يقدر عدو الله ان يرقب ويقتل الا اولئك المبذرين بالباطل المسرفين فيه أما أولئك الذين ألبسوا أنفسهم ثياب الحق وعاهدوا الله على أن لا ينزعوها فأولئك في حمى الله ذلك لأنهم حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون.