الثانية: ان يجاهدها على العمل به بعد علمه والا فمجرد العلم بلا عمل ان لم يضرها لم ينفعها.
الثالثة: ان يجاهدها على الدعوة اليه وتعليمه من لا يعلمه والا كان من الذين يكتمون ما انزل الله من الهدى والبينات ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من عذاب الله.
الرابعة: ان يجاهدها على الصبر لتحمل مشاق الدعوة الى الله واذى الخلق ويتحمل ذلك كله لله فاذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين فان السلف مجمعون على ان العالم لا يستحق ان يسمى ربانيا حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلمه فمن علم وعلم وعمل فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماء.
واما جهاد الشيطان: فمرتبتان:
احدهما: جهاده على دفع ما يلقي الى العبد من الشبهات والشكوك القادمة في الايمان ...
الثانية: جهاده على منع ما يلقى اليه من الارادات والشهوات. فالجهاد الاول يكون بعده اليقين والثاني بعده الصبر. قال تعالى:"وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون" فأخبر ان امامة الدين انما تنال بالصبر واليقين فالصبر يدفع الشبهات والارادات واليقين يدفع الشكوك والشبهات.