للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وله طَرِيقٌ مُسْتَقيمٌ واضِحٌ ... خَجِلَتْ رِماحُ الخَطِّ مِن تَقْويمِهِ

للسُّنَّةِ الغَرَّاءَ والقُصَّادِ ... في أَيّامِهِ عِزٌّ كَعِزِّ حَميمِهِ

ولِمَجْلِسِ الحُكْمِ العَزِيزِ بِشَخْصِهِ ... شِمَمٌ تَغَارُ الشُّمُّ مِن تَفْخيمِهِ

وفي آخرها:

لا زِلْتَ تَعْلو في البَرِيّةِ ما عَلا ... قَدْرُ المَقامِ بِفَضْلِ إِبْراهِيمِهِ (١)

وبالإضافة إلى سعة علم التاج الذي قد أثنى عليه وأشاد به علماء عصره ومن بعدهم، كان التاج ـ رحمه الله تعالى ـ متصفاً بالأخلاق الحميدة، فقد كان حسن السّمت، جواداً كريما مهيبا تخضع له رقاب القضاة ومن غيرهم ويخشون جانبه (٢).

المناصب التي تولاها:

لقد تولى التاج السبكي مناصب عديدة قلّما جمعت مثل هذه المناصب لأحد سواه، قال ابن كثير في ذلك: ((حصل له من المناصب والرياسة ما لم يحصل لأحد قبله، وانتهت إليه الرياسة بالشام)) (٣).

ومن هذه المناصب التي تولاها:

أولاً المناصب التعليمية:

تولى التاج السبكي مشيخة العديد من المدارس الكبار، التي كانت مشهورة ويؤمها كبار العلماء والطلبة في عصره، فمن هذه المدارس التي تولاها (٤):


(١) ابن حبيب، تذكرة النبيه (٣/ ٢١٩)
(٢) ابن شهبة، تاريخ ابن شهبة (٣/ ٣٧٥)، ابن حجر، الدرر الكامنة (٢/ ٤٢٦)
(٣) أورد هذا القول عن ابن كثير غير واحد من العلماء كابن حجر في الدرر الكامنة (٢/ ٤٢٨)، وابن شهبة في طبقاته (٣/ ١٤٢) وابن العراقي في ذيله (٢/ ٣٠٥) وأكثر المترجمين له، غير أني لم أجد هذا القول في أي من نسخ البداية المطبوعة، ولعل ابن كثير ذكره في طبقات الشافعية أو في غيره من كتبه المخطوطة
(٤) انظر هذه المدارس في النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس (١/ ٣٨، ٢٠٠، ٢٢٣، ٢٤٠، ٢٨٥، ٣٦٧، ٣٩٤، ٤٢٤، ٤٥٨، ٤٦٣)

<<  <   >  >>