للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أتوه، ولا يأسفون على شيء منها فاتهم (١).

وجماع ذلك قول الإمام أحمد: الزهد في الدنيا: قصر الأمل (٢).

والمؤمن لا ينبغي له أن يتخذ الدنيا وطنًا ومسكنًا فيطمئن فيها، ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه فيها على جناح سفر (٣).

وهذا هو الفهم الصحيح .. والعلم النافع .. ذكر ذلك يحيى بن معاذ فقال: كيف لا أحب دنيا، قدر لي فيها قوت، أكتسب به حياة، أدرك بها طاعة .. أنال بها الجنة (٤).

هذا هو من يغبط في هذه الدنيا، لا أصحاب الدور والقصور .. المفرطون في العبادات، والمضيعون للطاعات.

إذا ما كساك الدهر ثوبًا لصحة ... ولم تخل من قوت يحل ويعذب

فلا تغبطن المترفين فإنه ... على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب (٥)

وقال عبد الله بن عمر: إن الدنيا: جنة الكافر وسجن المؤمن .. وإنما مثل المؤمن حين تخرج نفسه، كمثل رجل كان في سجن فأخرج منه، فجعل يتقلب في الأرض ويتفسح فيها (٦).


(١) الزهد لأحمد: ٢٣٠.
(٢) مدارج السالكين: ٢/ ١١.
(٣) جامع العلوم: ٣٧٨٠.
(٤) تزكية النفوس: ١٢٨.
(٥) الزهد للبيهقي: ١١٦.
(٦) شرح الصدور: ١٣.

<<  <   >  >>