حاجات الدنيا، فلا يبذل وجهه لأحد، ولا هو يشكو من قلة أو حاجة.
وفي حياتنا نرى الأمثلة محسوسة والشواهد قائمة، وأذكر أن شخصًا يملك من الثروة ما تكفي زكاة ماله لألوف الأسر المحتاجة .. ويشكو لي بين حين وآخر: كدر الدنيا، وقلة سعادتها، وكثرة همومها ومشاغلها ..
وعاشرت مؤذن مسجد فترة من الزمن، فما رأيته يشكو ولا يتذمر، بل رأيته يسعد بأيامه، ويفرح بأبنائه، ويعدد نعم الله عليه .. رغم أنه يسكن في بيت المسجد، وحالته المادية يعلم الله بها فلديه من الأبناء الكثير .. ولكن سبحان من يعطى القناعة والرضا، ويستعمله في طاعته ويقربه من رحمته ..
أقل من الدهر ما أتاك به ... واصبر لريب الزمان إن عثرا
ما لامرئٍ فوق ما يجري القضاء به ... فاللهم فضل وخير الناس من صبرا
يا رب ساع في سعيه أمل ... يفنى ولم يقض من تأميله وطرا
ما ذاق طعم الغنى من لا قنوع له ... ولن ترى قنعا ما عاش مفتقرا
والعرف من يأته يحمد عواقبه ... ما ضاع عرف وإن وليته حجرا (١)
قال بعض الحكماء: عجبت لمن يحزن على نقصان ماله ولا يحزن على نقصان عمره، وعجبت لمن الدنيا مدبرة عنه، والآخرة مقبلة عليه، كيف يشتغل بالمدبرة ويعرض عن المقبلة.