للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله تَعَالَى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} [الأنعام: ٣] الآية. المعنى: وَهُوَ المعبودُ فِي السَّمَاوَاتِ وفي الأرضِ ...

وقوله تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: ٨٤] يعني: أَنَّهُ إلهُ أهلِ السَّمَاءِ، وإلهُ أهلِ الأرضِ.

وقولُهُ سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ *} [النحل: ١٢٨]: {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: ٦٩] و: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: ٤٦] يعني: أنَّه يحفظهم وينصرهم ويؤيدهم، لا أنَّ ذاته معهم، تعالى الله عنْ ذلكَ علوًا كبيرًا، وقوله عزَّ وجلَّ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: ٧] الآية. يعني: أنَّه تبارك وتعالى عالمٌ بهم وبما خَفِيَ منْ سرِّهم ونجواهم بدليلِ قولهِ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} [المجادلة: ٧]، وقوله تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: ٧] فابتدأَ الآيةَ بالعِلْمِ، وختمها بالعِلْمِ» (١).

وقال في «أرجوزته» التي في عقودِ الدِّيانةِ:

كَلَّمَ مُوسى عبدَهُ تكليمًا ... ولم يَزَلْ مُدَبِّرًا حَكِيمًا

كلامُهُ وقولُهُ قديمٌ ... وهو فوقَ عَرْشِهِ العَظِيمُ

والقولُ في كتابِهِ المُفَضَّلُ ... بأنَّهُ كلامُهُ المُنَزَّلُ

على رَسُولِهِ النَّبِيِّ الصَّادِقِ ... ليسَ بمخلوقٍ ولا بِخَالِقٍ (٢)


(١) الرسالة الوافية (ص١٢٩ - ١٣٢)، طبعة دار الإمام أحمد - الكويت - تحقيق: دغش بن شبيب العجمي.
(٢) الأرجوزة المنبِّهة (ص١٨٠)، لأبي عمرو الداني.

<<  <   >  >>