للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصولُ الكفرِ يجبُ على كلِّ مسلمٍ أن يحذرَ منها كلَّ الحذرِ، ويتباعدَ منها كلَّ التباعدِ ويتجنبُ أسبابها كلَّ الاجتنابِ، فيلزمُ على هذا القولِ المنكرِ الشنيعِ وجوبُ التباعدِ مِنَ الأخذِ بظواهرِ الوحي.

فتنفيرُ النَّاسِ وإبعادهم عنْ كتابِ الله، وسنَّةِ رسولهِ، بدعوى أنَّ الأخذَ بظواهرِهما منْ أصولِ الكفرِ هو منْ أشنعِ الباطلِ وأعظمهِ كما ترى.

وهذا كما ترى، وبما ذكرنا يتبيَّنُ أنَّ منْ أعظمِ أسبابِ الضَّلالِ، ادِّعاء أنَّ ظواهرَ الكتابِ والسنَّةِ دالَّةٌ على معانٍ قبيحةٍ، ليستْ بلائقةٍ. والواقعُ في نفسِ الأمرِ بُعدهَا وبراءتها منْ ذلكَ.

فنوصي «أنفسنا وإخواننا المسلمينَ بتقوى الله تعالى وعدمِ التهجُّم على الله تعالى وعلى كتابهِ بالدَّعاوى الباطلةِ والتمسُّكِ بنورِ الوحيِ الصحيحِ في المعتقدِ وغيرهِ، لأنَّ السلامةَ متحققةٌ في اتِّباع الوحي وليستْ متحققةً في شيءٍ غيره:

ونَهْجُ سبيلي واضحٌ لمن اهْتَدَى ... ولكنَّها الأهواءُ عَمَتْ فَأَعْمَتْ» (١)

وكلامُ الدسوقي «مع كونهِ ظلمًا لنا، يا ليتهُ كان كلامًا صحيحًا مستقيمًا، فكنَّا نحلله من حقِّنا ويستفادُ ما فيهِ مِنَ العلمِ!! ولكن فيهِ منْ تحريفِ كتابِ الله والإلحادِ في آياته وأسمائه، والكذبِ والظلمِ، والعدوان الذي يتعلق بحقوقِ اللهِ مما فيه؛ لكنْ إنْ عفونا عنْ حقِّنا، فحقُّ اللهِ إليهِ لا إلى غيرهِ» (٢).

السؤالُ الرابعُ

ما معنى قول السَّلفِ: أمِرُّوهَا كما جاءتْ بلا كيفٍ؟

قولهمْ رضي الله عنهم: «أمرُّوها كما جاءت» ردٌّ على المعطِّلة، وقولهمْ: «بلا كيفٍ» ردٌّ على الممثِّلةِ.


(١) آداب البحث والمناظرة (٢/ ١٦٢)، للعلامة الشنقيطي رحمه الله.
(٢) مجموع الفتاوى (٦/ ٣٧٥).

<<  <   >  >>