للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَا ذنْبُ مَنْ قَدْ قَالَ مَا نَطَقَتْ بِهِ ... مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلاَ عُدْوَان (١)

الثاني:

نحنُ أثبتنا لله غايةَ الكمالِ، ونعوتَ الجلالِ، ووصفناهُ بكلِّ صفةِ كمالٍ فإنْ لزمَ منْ هذا تجسيمٌ، أو تشبيهٌ لم يكنْ هذا نقصًا، ولا عيبًا، ولا ذمًَّا، بوجهٍ مِنَ الوجوهِ، فإنَّ لازمَ الحقِّ حقٌ، وما لزمَ منْ إثباتِ كمالِ الرَّبِّ ليسَ بنقصٍ، وأمَّا أنتم فنفيتم عنهُ صفاتِ الكمالِ، ولا ريبَ أنَّ لازمَ هذا النَّفيِّ وصفهُ بأضدادها مِنَ العيوبِ، والنَّقائصِ، فما سوَّى الله ولا رسولهُ ولا عقلاءُ عبادهِ بينَ منْ نفى كمالَهُ المقدَّسَ حذرًا مِنَ التجسيمِ، وبينَ منْ أثبتَ كمالَهُ الأعظمَ وصفاته العلى بلوازمِ ذلكَ كائنةً ما كانت (٢).

لاَ تَجْعَلُوا الإِثْبَاتَ تَشْبِيهًا لَهُ ... يَا فِرْقَةَ التَّشْبِيهِ وَالطُّغْيَانِ

كَمْ تَرْتَقُونَ بِسُلَّمِ التَّنْزِيهِ لِلْتَّـ ... ـعْطِيلِ تَرْوِيجًا عَلَى العُمْيَانِ

فَاللهُ أكْبَرُ أنْ تَكُونَ صِفَاتُهُ ... كِصِفَاتِنَا جَلَّ العَظِيمُ الشَّانِ

هَذَا هُوَ التَّشْبِيهُ لاَ إثْبَاتُ أوْ ... صَافِ كَمَالٍ فَمَا هُمَا سِيَّانِ (٣)

سَمَّيْتُمُ التَّحْرِيفَ تَأوِيلًا كَذَا التَّـ ... ـعْطِيلَ تَنْزِيهًا هُمَا لَقَبَانِ

وَأضَفتُم أمرًا إلَى ذَا ثَالِثًا ... شَرًّا وَأَقْبَحَ مِنْهُ ذَا بُهْتَانِ

فَجَعَلْتُم الإِثْبَاتَ تَجْسِيمًا وَتَشْـ ... بيهًا وَذَا مِنْ أقْبَحِ العُدْوَانِ

فَقَلَبْتُمُ تِلْكَ الحَقَائِقَ مِثْلَ مَا ... قُلِبَتْ قُلُوبُكُمُ عَنِ الإِيمَانِ

وَجَعَلْتُمُ الممدُوحَ مَذْمُومًا كَذَا ... بالعكْس حَتَّى اسْتَكْمَلَ اللَّبْسَانِ (٤)

الثالثُ:


(١) الكافية الشافية (ص١٢٩).
(٢) الصواعق (ص٢٦٣ - ٢٦٤).
(٣) الكافية الشافية (ص٣٣٦).
(٤) الكافية الشافية (ص١٥٥).

<<  <   >  >>