للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالَ الحافظُ ابنُ عبدِ البرِّ رحمه الله - عنْ حديثِ النزولِ -: هذا حديثٌ ثابتٌ منْ جهةِ النَّقلِ، صحيحُ الإسنادِ، لا يختلفُ أهلُ الحديثِ في صحَّتهِ، وهوَ حديثٌ منقولٌ منْ طرقٍ متواترةٍ، ووجوهٍ كثيرةٍ منْ أخبارِ العدولِ عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم» (١).

وقالَ الحافظُ عبدُ الغنيِّ المقدسيُّ رحمه الله (٦٠٠هـ): «وتواترتِ الأخبارُ، وصحَّتِ الآثارُ بأنَّ الله عزَّ وجلَّ ينزلُ كلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيجبُ الإيمانُ بهِ، والتسليمُ لهُ وتركُ الاعتراضِ عليهِ وإمرارهُ منْ غيرِ تكييفٍ ولا تمثيلٍ ولا تأويلٍ ولا تنزيهٍ ينفي حقيقةَ النزولِ» (٢).

وقالَ الحافظُ الذهبيُّ رحمه الله: «وأحاديثُ نزولِ الباري تَعَالى مُتوَاتِرَةٌ قدْ جمعتُ طرقَهَا وتكلَّمتُ عليها بما أسألُ عنهُ يومَ القيامةِ» (٣).

وقالَ رحمه الله: «وقد أَلَّفْتُ أحاديثَ النزولِ في جزءٍ وذلكَ متواترٌ أَقْطَعُ بهِ» (٤).


(١) التمهيد (٧/ ١٣٧).
(٢) يشير إلى دعوى الذين أوَّلوا صفة النّزول بنفي حقيقة هذه الصفة مدَّعين أنَّهم إنَّما فعلوا ذلك لأنَّ الاثبات الحقيقي يتنافى مع مقصد التنزيه، وأنَّ التنزيه يقتضي نفي هذه الحقيقة. وكذا القائلين بالتفويض لجزمهم بنفي حقيقة النزول مع تفويضهم المعنى. وهذه العبارة مما أخذه المبتدعة على الامام عبد الغني وشنَّعوا عليه بها، وردّ عليهم الحافظ ابن رجب في «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٣) بقوله: «إن صحَّ هذا عنه فهو حق، وهو كقول القائل: لا أنزّه تنزيهًا ينفي حقيقة وجوده، أو حقيقة كلامه، أو حقيقة علمه، أو سمعه وبصره، ونحو ذلك».
(٣) العلو (ص٧٠٠ - ٧٠١).
(٤) العلو (ص٧٥٥).

<<  <   >  >>