للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالَ ابنُ عبدِ البرِّ رحمه الله (٤٦٣هـ): «ومِنَ الحجَّةِ: في أنَّهُ عزَّ وجلَّ على العرشِ، فوقَ السَّماواتِ السَّبعِ، أنَّ الموحِّدينَ أجمعينَ، مِنَ العربَ والعجمِ، إذا كَربهم أمرٌ، أو نَزلتْ بهم شدَّةٌ، رَفَعُوا وجوهَهُم إلى السَّماءِ، يَستغيثونَ ربَّهم تبارك وتعالى؛ وهذا أشهرُ وأعرفُ، عندَ الخاصَّةِ والعامَّةِ، منْ أنْ يحتاجَ فيهِ إِلَى أكثرِ منْ حكايتهِ؛ لأنَّهُ اضطرارٌ لمْ يُؤَنِّبْهم عليهِ أحدٌ، ولا أنكرهُ عليهمْ مسلمٌ» (١).

وقالَ ابنُ أبي شيبةَ رحمه الله (٢٩٧هـ): «وأجمعَ الخلقُ جميعًا أنَّهم إذا دعوا الله جميعًا، رفعوا أيديهمْ إلى السَّماءِ، فلوْ كانَ اللهُ عزَّ وجلَّ في الأرضِ السُّفلى، ما كانوا يرفعونَ أيديهمْ إلى السَّماءِ وهو معهم في الأرضِ» (٢).

وقالَ أبو الحسن الأشعريُّ رحمه الله (٣٢٤هـ): «ورأينا المسلمينَ جميعًا يرفعونَ أيديهم إذا دَعَوْا نحوَ السماءِ، لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ مستوٍ على العرشِ الذي هو فوقَ السَّموات. فلولا أنَّ الله عزَّ وجلَّ على العرشِ، لم يرفعُوا أيديَهم نحو العرشِ، كما لا يحطُّونها إذا دَعَوْا إلى الأرضِ» (٣).


(١) التمهيد (٧/ ١٣٤).
(٢) كتاب العرش (ص٥١) [مكتبة المُعَلَّا - الكويت، الطبعة الأولى].
(٣) الإبانة عن أصولِ الديانة (ص٩٧ - ٩٨)، طبعة مكتبة البيان - دمشق، الطبعة الرابعة.

<<  <   >  >>