للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالَ ابنُ القيِّم رحمه الله: «والمخاطبونَ بهذا قومٌ عربٌ يعلمونَ المرادَ منهُ، ولا يقعُ في قلوبهم تشبيههُ سبحانه [بالشمسِ والقمرِ] بلْ هم أشرفُ عقولًا، وأصحُّ أذْهانًا، وأسلمُ قلوبًا منْ ذلكَ، وحقَّقَ صلى الله عليه وسلم وقوعَ الرؤيةِ عيانًا برؤيةِ الشمسِ والقمرِ تحقيقًا لها، ونفيًا لتوهُّمِ المجازِ الذي يظنُّهُ المعطِّلونَ» (١).

وقالَ رحمه الله:

مَا بَعْدَ تِبْيَانِ الرَّسولِ لنَاظِرٍ ... إِلَّا العَمَى وَالعيْبُ فِي العُمْيَانِ

فَانْظُرْ إلَى قَولِ الرَّسُولِ لِسَائِلٍ ... مِنْ صَحْبِهِ عَنْ رُؤيَةِ الرَّحْمَنِ

حَقًّا تَرَوْنَ إلَهَكُمْ يَومَ اللِّقَا ... رُؤيَا العِيَانِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ

كَالبَدْرِ لَيْلَ تَمامِهِ وَالشَّمْسِ فِي ... نَحْرِ الظَّهِيرَةِ مَا هُمَا مِثْلاَنِ

بَلْ قَصْدُه تَحْقِيقُ رُؤيَتِنَا لَهُ ... فَأتَى بأظْهَرِ مَا يُرَى بِعِيَانِ

وَنَفَى السَّحَابَ وَذَاكَ أمرٌ مَانِعٌ ... مِنْ رُؤيَةِ القَمَرَينِ فِي ذَا الآنِ

فَإذَا أتَى بالمُقْتضِي وَنَفَى المَوَا ... نِعَ خَشْيَةَ التقْصِيرِ فِي التِّبْيَانِ

صَلَّى عَلَيهِ الله مَا هَذَا الذِي ... يَأتِي بِهِ مِنْ بَعْدِ ذَا التِّبْيَانِ

مَاذَا يَقُولُ القَاصِدُ التبيَانَ يَا ... أهْلَ العَمَى مِنْ بَعْدِ ذَا التِّبْيَانِ (٢).


(١) زاد المعاد (٣/ ٦٨١ - ٦٨٢).
(٢) الكافية الشافية (ص١٩٧).

<<  <   >  >>