للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالَ أبو الخطَّاب الكلْواذَاني رحمه الله (٥١٠هـ) في عقيدتهِ:

قالوا: النزولُ؟ فقلتُ: ناقلُه لنا ... قومٌ تَمَسُّكُهُمْ بشرعِ محمَّدٍ

قالوا: فكيفَ نزولٌ؟ فأَجَبْتُهُم ... لم يُنْقَلِ التكييفُ لي فِي مُسْنَدٍ (١)

وقَالَ الشيخ عبدُ الله بن محمد الأندلسي القحطاني المالكي رحمه الله:

وَاللهُ يَنْزِلُ كُلَّ آخِرَ لَيْلَةٍ ... لِسَمَائِهِ الدُنْيَا بِلا كِتْمَانِ

فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُجِيبهُ ... فَأَنَا القَرِيبُ أُجِيبُ مَنْ نَادَانِي

حَاشَا الإِلَهَ بِأَنْ تُكَيَّفَ ذَاتُهُ ... فَالْكَيفُ وَالتَّمْثِيلُ مُنْتَفِيَانِ

وَالأَصْلُ أَنَّ اللهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ ... شَيءٌ تَعَالَى الرَّبُّ ذُو الإِحْسَانِ (٢)

وقال أبو الطيِّبُ: حضرتُ عندَ أبي جعفرٍ الترمذيِّ (٢٩٥هـ) فسألهُ سائلٌ عنْ حديثِ نزولِ الرَّبِّ، فالنزولُ كيفَ هو يبقى فوقُه علوٌّ؟ فقالَ: «النزولُ معقولٌ، والكيفُ مجهولٌ، والإيمانُ بهِ واجبٌ، والسؤالُ عنهُ بدعةٌ» (٣).

قالَ الإمامُ الذهبيُّ معقِّبًا: «صدقَ فقيهُ بغدادَ وعالمها في زمانهِ، إذِ السُّؤالُ عَنِ النزولِ ما هوَ؟ عِيٌّ، لأنَّهُ إنَّمَا يكونُ السؤالُ عنْ كلمةٍ غريبةٍ في اللُّغةِ، وإلَّا فالنزولُ والكلامُ والسمعُ والبصرُ والعلمُ والاستواءُ عباراتٌ جليةٌ واضحةٌ للسَّامعِ، فإذا اتَّصفَ بها منْ ليسَ كمثلهِ شيءٌ، فالصِّفةُ تابعةٌ للموصوفِ، وكيفيَّةُ ذلكَ مجهولةٌ عندَ البشرِ» (٤).

وقالَ ابنُ القيِّم رحمه الله:

وَكَذَا نُزُولِ الرَّبِّ جلَّ جلاله ... فِي النِّصْفِ مِن لَيْل وَذَاكَ الثَّاني


(١) إتمام المنَّة بشرح اعتقاد أهل السنَّة (ص٧١)، دار السنة - الخبر - الطبعة الأولى.
(٢) نونية القحطاني (ص٩٦ - ٩٧)، دار الهجرة - القاهرة - الطبعة الأولى.
(٣) رواه الذهبي في «العلو» (ص١٢٢٩)، وصححه الألباني رحمه الله في «مختصر العلو» (ص٢٣١).
(٤) العلو (ص١٢٢٩).

<<  <   >  >>