أ - هناك ناحية جديدة أصبح يتسم بها العالم في الوقت الحاضر: فتحت تأثير العامل ((الفني)) الذي أدى إلى تركيز ((القوى)) في محور واشنطن- موسكو ظهرت مناطق متسعة مخططة تمثل وحدات جغرافية سياسية تركزت في كل منها القوى، وأصجت على وشك التركيز مثل المنطقة الأطلنطية (الخاضعة لتخطيط مارشال). والمنطقة السوفياتية، ومنطقة الصين الشعبية، ومنطقة الوحدة الهندية.
ب - وفي غمار هذا العالم المخطط يشعر الرجل المسلم بعدم جدواه. وبأن أحداث التاريخ تسجل دون أن يكون له دخل فيها (كعضو في منطقة جغرافية سياسية غير مخطّطة) يرى أن تطور العالم قد سبقه.
٢ - مبررات سيكولوجية:
أ - وبما أنه يستبطن هذه المعطيات يصبح المسلم يفكر بمقتضاها بمصير العالم الإسلامي فتراه يحمل بين جنباته بذور ثورة.
ومن ثم يجد نفسه أمام احتمالين:
١ - هل بوسع العالم الإسلامي أن يقوم بثورة طبقاً لتطورات معينة؟ أي طبعة تخطيط يراعى فيه العوامل النفسية والاجتماعية الخاصة به.
٢ - أم في حالة عدم وجود قيادة حكيمة ترسم له خطته يرى العالم الإسلامي نفسه مندفعاً (بضرورة انسجامه في التطور العالمي الذي لا زالت سرعته تتزايد) إلى ثورة تأتيه من الخارج أي ثورة لن يكون في مقدوره التحكم فيها.