إن هذه الدراسة جد مجملة، لكي تعرض بما فيه الكفاية لمحتوى فكرة كمنويلث إسلامي؛ وإن كانت على هذه الصورة أطول مما يجب بالنسبة إلى الإطار الضيق المرصود لأعداد هذه السلسلة. وقد اقتضانا الإطار اختصار العرض في كثير من النقط، والتحوير المنهجي في أخرى. فنحن لم نحدد مثلاً (الثقافه الإسلامية) التي تستطيع إحياء الإنسان المسلم، وتكييفه من جديد مع مسؤولياته بالنسبة إلى الدوائر المختلفة التي يتعين فيها حضوره للقيام بمهمته كممثل (أو صاحب دور)، وكشاهد عيان، وكرسول مبلغ ... إذ لا يمكنني تناول هذا الموضوع هنا- في بضعة سطور، وإن كنت قد ذكرت أفكاري حول هذا الموضوع في مجال آخر؛ ولذلك فأنا أفترص أن القارئ على علم بوجهة نظري تلك في هذا الصدد، وأنه قد تبنى وجهة النظر هذه تلقائياً، في قراءته للفقرات السالفة، كما تبنيتها أنا بطريقة ضمنية أثناء كتابتي لهذه الفقرات.
ومن ناحية أخري، فإن للثقافة في القرن العشرين مظهراً جفرافياً- سياسياً يتعلق برسالتها في (عالم الآخرين)، وإذن فلها دورها بالنسبة إلى مشاكل هذا العالم. وضمن هذه العلاقة فإن أحد عناصر تحديدها- وهو عنصر رئيسي ولا ريب لم يتح لنا تناوله- هو مشكلة السلام. وهذا أيضاً إغْفال مقصود فرضته ظروف العمل ذاتها.
ولكننا لا نستطيع إنهاء هذا العمل، دون أن نلفت نظر القارئ مرة أخرى إلى بعض النقط الخاصة التي لم نوضحها بما فيه الكفاية فيما سبق، أو التي لم نتناولها البتة في الفصول السابقة. فقد أشرنا فحسب إلى بعض المعالم العامة في