كذلك؛ إذ أن حالة التراب إلى حد ما، انعكاس لنفسية اجتماعية معينة.
وإذن، ومن وجهة نظر فنية، فإن مشكلة التراب تنطبق بطبيعة الحال على مشكلة الإنسان، وإن كان لها علاوة على ذلك نوعيتها الخاصة.
والواقع أن لمعظم البلاد الإسلامية جزءاً هاماً، في قليل أو كثير، من ممتلكاتها الأرضية في حالة صحراوية أو شبه صحراوية. والنسبة المئوية لهذا الوضع جدُّ متباينة، ويمكنها أن تتعدى في (العربية السعودية) مثلاً التسعين في المئة (٩٠%)؛ وتبقى بكل طريقة. فيما فوق الخمسين في المئة (٥٠%) بالنسبة إلى معظم الأراضي الإسلامية كمصر وليبيا وتونس وغيرها.
وحيثما يكون الإنسان رحّالة، والتراب في حالة صحراوية أو شبه صحراوية، فإن قاعدة الحياة الاجتماعية نفسها هي التي تشكو النقص، إذ أن (أساس) الحضارة هو المفقود.
على أنه يبدو أن البلاد الإسلامية قد أخذت تنتبه إلى هذه المشاكل الفنية، وتفتش عن الحل، على الأقل فيإطار المنشآت الدولية المعنية. وفي هذا الاتجاه نفسه، يعقد في هذه الآونة بطهران مؤتمر علمي يتناول موضوع دراسة الصحارى.
ولكن الحلول العامة، والتراتيب المتخذة بغية الانتقال من طور الدراسة إلى طور التطبيق، لا يمكن أن تظهر إلا في تخطيط إجمالي معانق لمشاكل الإنسان والتراب في البلاد الإسلامية.
وتحت هذا المظهر المزدوج، العلمي والتطبيقي، يتعين على المشاكل أن تتبع (مركزاً للبحوث) في مقدوره أن يكون الأداة الأكثر فعَّالية، لخلق (روح) الكمنويلث الإسلامي و (أداته).