الثلاثة الرئيسية المتمثلة في: الإنسان، والتراب، والوقت.
وإذا كانت مشكلة الإنسان، هي التي توضع بصفة عامة، في المجتمع الإسلامي، فهناك مظهر يجب أن تعتبر فيه بصفة أخص، ونعني به (نزعة الترَحُّل):
فالرَّحالة إنسان لم يتكامل بعدُ مع اطراد حضارة ... والواقع أنه يمْثُل في تقويم حياة اجتماعية لوَسَط معين، كعنصرٍ (صِفْرٍ) أو (محايد)، لأنه يظل بلا تصرف في هذا الوسط، وليس له من تأثير يذكر على توازنه الاقتصادي، ولا على توازنه الثقافي، بل ويمكنه إرباك توازنه السياسي عندما تتدخل فيه مؤثرات أجنبية، كما رأينا ذلك مراراً في بلاد إسلامية كثيرة.
والواقع أن هناك بلاداً إسلامية عديدة تتضن من بين سكانها نسبة مئوية هامة من العناصر الرَّحالة التي لم تتكامل- بوصفها هذا- مع الحياة الاجتماعية، بحيث تكون العلامة الأكثر تأكيداً للحالة ما قبل الاجتماعية التي توجد فيها هذه البلاد.
وبقدر ما تزداد هذه النسبة المئوية في بلاد ما، بقدر ما تقترب حالتها العقلية من الشروط المحدَّدة بالنفسية الصبيانية. ولو أُجرِيَتْ دراسة منهجية على هذا الموضوع، لأثبتت بالتأكيد- بتطبيقها للمعايير الموائمة- تأثير النسبة المئوية للرَّحالة على المستوى العقلي للبلاد التي تناولتها الدراسة.
وبطبيعة الحال فما دام المتوقع من هذا (التأثير) أن يصبح (سبباً) - وهو أمر طبيعي في اطراد اجتماعي معين- فإننا نرى أيَّ (نتيجة) يمكن أن يؤثر بها على عنصر (التراب) مثلاً.
(فنزعة الترحُّل) تؤثِّر على التراب، ليس فحسب بطريقة عددية، بواقع أن جزءاً معيناً من السكان غير مستقر فيه وضعياً، ولكنها تؤثر فيه نفسياً