ففي هذا التخطيط، تشع فكرة كمنويلث إسلامي، من نقطة مركزية؛ والاتصال يقع من الخارج إلى الداخل.
وقد كان هذا التخطيط ذا قيمة منذ ثلاثة عشر قرناً مضت، لأنه يمثل على وجه الدقة: المجرى الذي اتبعه إشعاع الفكرة الإسلامية الذي كتب له أن يبدأ انطلاقه من نقطة مركزية هي (مكة) على وجه التحديد.
ولم يكن لهذا الإشعاع في ذلك الحين، أن يقع بطريقة غير الطريقة التي سار عليها، وذلك لما فرضته عليه الشروط التاريخية من اتجاه محدد. أما اليوم فإن هذا التخطيط- على العكس من ذلك- لم يعد ذا قيمة لأسباب عديدة، لعل أهمها هو ما يمكن أن تؤوَّل به (النقطة المركزية) التي تشع منها الفكرة في المجال السياسي، باعتبارها (إرادة خاصة) تسعى إلى فرض هذه الفكرة على غيرها. ولنكن على يقين من أنه سيوجد حينئذ في العالم، ما لا يستهان به من المصالح الغريبة عن العالم الإسلامي، التي ستتولى تأويل الفكرة على هذا النحو طواعية ومن غير ما تحرج، علاوة على ما يوجد في هذا التخطيط من عوارض أخري تتعلق بالمنهج وبتسهيل العمل .. وإذن فهو تخطيط يتعين تجنبه.
[ب - التخطيط الصحيح]
العالم الإسلامي الأسود والأفريقي -->•<-- العالم الإسلامي الصيني - المنغولي
العالم الإسلامي - العربي -->•<-- العالم الإسلامي الماليزي
العالم الإسلامي - الأوربي -->•<-- العالم الإسلامي الإيراني