للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأخيراً فهناك مجال- كما سلف أن ذكرنا- لاعتبار بعض الضرورات المنطقية المعينة، فالكمنويلث الإسلامي، لكي ينظم نفسه في علاقته الوظيفيَّة بمعطيات تطوره الخاص، وبضرورات تكيفه مع تطور عالم مخطط، يمكن أن يُعرَّفَ (كاتحاد فدرالي) بين (العوالم الإسلامية) يترأسه مؤتمر إسلامي، يقوم بدور الهيئة المنفذة لهذا الاتحاد. وعلاوة على ذلك فإن التقسيمات الفدرالية يجب أن تتلاقى مع الاتجاهات الطبيعية للتطور التاريخي والاقتصادي والسياسي. فهناك مثلاً من وجهة النظر الاقتصادية منطقة طبيعية تتمثل في مصر والسودان، ومن وجهة النظر السياسية منطقة عربية تمثل الجمهورية العربية المتحدة إحدى بوادرها.

٥ - إعتبارات عامة:

لقد رسمنا في الفقرات الأربع السالفة، الخطوط الكبرى لدراسة عن الكمنويلث الإسلامي، من وجهة نظر تصميميَّة. ولا بد أن يكون القارئ قد فهم أن هذه الدراسة لا يمكن أن يقوم بها شخص واحد، كما لا يمكن أن تتمَّ في موضع واحد، ولا في شهر واحد! ..

فنحن مثلاً، عندما نقسم العالم الإسلامي إلى قطاعات خمسة: تمثل ما أطلقنا عليه (العوالم الإسلامية)، نكون كأننا قد أشرنا بهذا التقسيم نفسه، إلى الفصول الخمسة لعمل يقتضي مجهودات مديدة ومتواصلة، لا يمكن أن تتمَّ إجراءاته في مكتب معين، ولكن في مجال القضية نفسها، من طرف هيئة من العاملين الممتازين. وحتى لو فرضنا أن هذا التقسيم لميدان القضية وللعمل الذي يقتضيه، صحيح في مبدئه- والواقع أنه يجب أن نضيف إلى تقسيمنا: (العالمَ الإسلامي الأوروبي) - فليس العمل بالسهل رغم ذلك .. لأن التحقيق في هذه القطاعات الخمسة أو الستة، يجب أن يجري في الداخل وعلى محيطها معاً. ففي

<<  <   >  >>