الراهن، والصعوبات التي يتعين على هذا الجيل التفوُّق عليها، وكذلك المشاكل الناتجة عن هذه الصعوبات في المجال السياسي والاجتماعي.
ومهما يكن من شيء فنحن إذا طبقنا كل دراستنا التخطيط المتعلق بنفسية الطفل، علمنا أن الطفل يجتاز مرحلة من التقليد يسلك أثناءها سلوك كبار الأشخاص، أمثال أمه وأبيه والكبار من إخوته، من غير أن يفهمهم. إنه يقلدهم وكفى. فهو يقلدهم أولاً في اللغة، وبتقليده للأصوات التي لا يفهمها، يتعلم الحديث. ولكن لنفرض أنه لسبب ما قد واصل تقليد هذه الأصوات حتى سن الثامنة والعاشرة ... إننا نرى في هذا بالتأكيد حالة شاذة؛ أعني على وجه الدقة حالة مرضية يكون لأهل الطفل إزاءها الحق ولا شك في التحير، واللجوء إلى أحد الأخصائيين. وهناك ملاحظة أخرى يجب مراعاتها أيضا في نفسية الطفل قبل تطبيقها على المجتمع الإسلامي: فالأهل يعرفون جيداً، وبدقة كافية من جراء ظاهرة التقليد نفسها، خطرَ القدوة أو المثال السيء بالنسبة. إلى طفلهم، ولذلك نراهم يعدّون لهذا الأخير رقابة معينة في المنزل والمدرسة والشارع، لأنهم لا يرون من الضروري ولا من المفيد، أن يقوم الطفل بكل تجربة يقع عليها بصره .. فهناك حتى التجارب المؤذية التي يمكنها أن تعطل لديه كل تقدم أخلاقي وعقلي. ولهذا السبب عينه ولا شك أخذ التحليل النفسي منذ (فرويد Freud) يبحث، في حالة شذوذ البالغ، عن الأسباب المرضية في التجارب البعيدة لهذا البالغ نفسه، عندما كان طفلاً ..
والآن فلننتقل بهذه الملاحظة المزدوجة- المتعلقة بالطفل المتأخر في تكوينه اللغوي، والبالغ الذي اختل سلوكه، من جراء تجربة بعيدة، لننتقل بها إلى موضوعنا لكي نتفهم ماهية المشاكل التي تعترض المجتمع الإسلامي حالياً. ولكي يزداد تفهمنا لمدى الاعتبار الأول، المنصَبِّ على نزعة التقليد، لنحاول تأمله على ضوء مثال محسوس، يضفي على ذلك الاعتبار كل دلالته الاجتماعية. لقد أرخنا