بالنسبة إلى فرد (عربي جزائري) لا يتعدى نطاق حضوره الدائرة المشار إليها بالرقم (١)، ولتكن (مدينة الجزائر) على سبيل المثال:
(١ عربي جزائري)
(٢ العالم العربي)
(٣ العالم الإسلامي)
(٤ العالم الإفريقي - الآسيوي)
(٥ الدائرة العالمية)
فنشاهد على هذا التخطيط، أنه بقدر ما يعي فيه الفرد المولود في الدائرة رقم (١)، الدائرةَ رقم (٢)، أعني مشاكل العالم العربي واتجاهاته وآماله، بقدر ما يكتمل وعيه ذاته، وينمو مستواه الشخصي؛ وبقدر ما يتخطَّى دائرة داخلية إلى أخرى خارجية، بقدر ما ينمو عالم أفكاره؛ وعندما يبلغ وعيه الاكتمال المتطابق مع (الدائرة العالمية) يكون مستواه الشخصي قد بلغ أقصى اكتماله، بحيث يَنْبَثُّ (حضوره) في سائر أجزاء المعمورة.
ولكي نعود إلى موضوعنا، نقول إن الإنسان المسلم بتطوره في الاتجاه (الانبساطي)، يستدرك تقدمياً من تأخره، ويملأ فراغ تخلفه كذلك. وإذن فانتقاله من دائرة مواطنه إلى دائرة العالم الإسلامي حيث تحتل فكرة الكمنويلث الإسلامي مكانها، يمثل اتجاه اكتماله الطبيعي في عصر المساحات الكبيرة المخططة!