للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لا يعني أنها حلت. والفضل في طرح مشكلة للبحث مثل فضل الشباب الذي دعي إلى بحث مشكلة العطلة، لا يربطها بحل معين، ولا يرفض هذا الحل مسبقاً.

فالحل منوط بمجموعة شروط، تكون المقياس الذي يجب التمسك به للوصول إلى الهدف المقصود، بجهد لا ينزل عن مستواه، ولا ينحرف عن اتجاهه. لأن الخطأ قريب من العقل، ومن أقرب الأشياء إليه أن يتناول مشكلة في مكان أخرى وليس من الكوارث ما يتكرر مثل كارثة الكلام عن شيء، والعمل كأننا نريد شيئاً آخر. إننا أحياناً نتكلم مثلا عن تطور المرأة ونعمل كأننا نريد تهور المرأة.

والشيء الذي يجب أن نلاحظه بخصوص موضوعنا، هو أن شباب حزب البيان لم يخطئ في المشكلة، ولكن كان معرضاً للخطأ في محاولته لحلها.

فلنعد إلى القضية بصورة موجزة: إن شبابنا المناضل تناول مشكلة حيوية، وأوحت له خطورتها ببعض المبادرات: بعض ((الاحتجاجات الشديدة)) موجهة إلى الخارج، وبعض ((المطالب الملحة)) موجهة إلى الداخل.

فهذه، لا شك نيات طيبة، وجهود محمودة.

وإنني لأقرأ، من ناحية أخرى، على أعمدة هذه الجريدة مقالة مفيدة تتضمن أفكاراً قيمة في الموضوع. ويفيدنا بالخصوص صاحبها فيما يتعلق بالتكوين المهني المستعجل.

ولكن كل هذه الأشياء القيمة لا تأتي بحل، ولا تضعنا في طريقه، بل هي على العكس جديرة بأن تلفتنا عن هذا الطريق، وجديرة بأن تزيد هكذا في تعقيد المشكلة، دون أن نشعر بذلك.

فلنوضح موقفنا كما ينبغي: إن مشكلة البطالة بالجزائر تتميز بطبيعة خاحة، لأنها ليست قضية فئة من الناس تحرمهما من الشغل أزمة اجتماعية مؤقتة، فينتظرون، على أبواب المصانع والورشات، عودتهم إِلى الشغل، بل هي قضية

<<  <   >  >>