للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولكننا ندرك أن العصا السحرية التي أحدثت هذا التغيير في أسبوع لم تحدث، في الواقع، إلا تغييراً سطحياً لم يؤثر إلا في مظهر شخصية يهودية جنوب الجزائر، دون أن يغير كيفية تصورها ولا شعورها ولا تفكيرها.

فنحن هنا أمام تخطيط واطراد يخصان بتعبير بافلوف الحالة ((القشرية)) في الشخصية، لا حالتها الداخلية.

ولكننا نعرف عن القادة اليهود، أنهم لا يباشرون المشكلات بمنطق السهولة، حتى أننا نعتقد أنهم لا يقتنعون بهذا التغيير الشكلي أو ((القشري)) في المرأة اليهودية المستعدة للسفر إلى إسرائيل، إلا كخطوة أولى تمليها ظروف خاصة في سلسلة تطورية معينة.

ولا شك أننا نخطىء إِذا قدرنا هؤلاء القادة اليهود على أنهم يخلطون بين هذه ((الخطوة الأولى)) التي تحدث في لمحة بصر تغييراً شكلياً مرموقاً، وبين الاطراد الطويل الذي يغير ((النفس)).

ها نحن الآن قد وصلنا إلى الشيء الذي هو بيت القصيد في هذه المقالة: إن الفرق الذي بيناه بين تغير ((القشرة)) وتغيير ((النفس)) هو ما كنا نريد إباتنه بين ((التهور)) و ((التطور))، أي بين ما يتصل بمظهر الشخصية، وما يتصل بجوهرها.

فإِذا استفدنا من يهود الجزائر، من الناحية الفنية، فيما يتعلق بمظهر المرأة، فيجب علينا أن لا نقتنع بهذا الجانب، الذي يعني أحياناً تهور المرأة، كي نفكر فيما يتعلق بتطورها.

ولو أننا تتبعنا خطوات اليهودية بعد خروجها من ((مصنع)) باب عزون، حيث صنعت قشرتتها الجديدة، ورأيناها بعد وصولها إلى تل أبيب في صورة ((مواطنة))، كيف تتكيف مع الحياة الجديدة باجتهاد شخصي، تتكيف بكبت العناصر النفسية التي لا تتمشى مع الشخصية الجديدة- شخصية المواطنة- وباكتساب عناصر أخرى من شأنها أن تغير الـ ((أنا)) في اتجاه التطور المنشود حسب رغبة

<<  <   >  >>