للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعرفون" قال:" وهذه الآية قول الله عز وجل في الإنجيل الطاهر"، وذكر عليها كلاما لا ضرورة لنا إلى ذكره فيما نحن بصدده.

قلت: هذا من كلام المسيح ابن مريم «١»، ذكر في الفصل الخامس «٢» من إنجيل متى «٣». وقول هذا المصنف:" هذه الآية قول الله تعالى «٤» في الإنجيل الطاهر" هو بناء على معتقده: أن المسيح هو الله «٥». ويكفيه


(١) يقول الشيخ رحمة الله الهندي في إظهار الحق ص ٣٣٠:" ... إن ألفاظ عيسى عليه السلام بعينها ليست بمحفوظة في إنجيل من الأناجيل، بل في كل إنجيل توجد ترجمة أقوال باليوناني على ما فهم الرواة ... " اهـ، وهو كذلك.
(٢) قلت هذا النص في الفصل السابع من متى حسب ترجمة ١٩٧٩ م- دار الكتاب المقدس في العالم العربي ولفظه فيها:" احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة، من ثمارهم تعرفونهم" اهـ.
(٣) متى: يقال إنه أحد الحواريين الاثني عشر الذين آمنوا بعيسى وتتلمذوا عليه بإجماع النصارى، وليس كذلك. كان من جباة الضرائب للحاكم الروماني في ذلك الوقت ولذلك سمى: متى العشار. يقال: إنه كتب إنجيلا بين فيه حياة المسيح مما كان قد شاهده ورآه. وألفه بالعبرية. ثم فقد هذا الإنجيل وترجم بعد ذلك باللغة اليونانية على زعم النصارى، ولم يعلم متى ترجم ومن ترجمه، وبذلك تسقط قيمة هذا الإنجيل. (انظر الفارق بين المخلوق والخالق ص ١٩ - ٢٠، وتحقيق تاريخ الأناجيل ص ٣٠ - ٣٤، والفصل ٢/ ٨٩).
(٤) كلمة:" تعالى" ليست في (م).
(٥) قال الله تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وأُمَّهُ ومَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ولِلَّهِ مُلْكُ الآية. المائدة: ١٧).-

<<  <  ج: ص:  >  >>