للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[الرد علي النصراني في انكار الجن وتجسم الشياطين]]

قال:" وفي سورة الأحقاف «١»: وإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ... (٢٩) وفي سورة الجن: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (١) الآيات. وذكر «٢» ما ذكره ابن عطية وغيره في تفسير هذا من رمي مسترقي السمع لمبعثه صلّى الله عليه وسلّم وأنهم تفرقوا ينظرون ما السبب؟ فوجدوا النبي- عليه السلام- يقرأ فعلموا أنه سبب منعهم «٣»، وذكر حديث مسلم من رواية ابن مسعود قال: فقدنا النبي صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلة فقلنا: اغتيل «٤»، أو


(١) الآية: ٢٩.
(٢) في (أ): وذكره ما ذكره ....
(٣) يقصد المؤلف بذلك الحديث الذي أخرجه البخاري في كتاب الآذان، باب الجهر بقراءة صلاة الفجر، وفي كتاب التفسير، تفسير سورة: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: (انطلق النبي صلّى الله عليه وسلّم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استعموا له فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم قالوا: يا قومنا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ولَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً فأنزل الله على نبيه صلّى الله عليه وسلّم: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ وانما أوحي إليه قول الجن» وأخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح، والقراءة على الجن، وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير، باب سورة الجن، وفي لفظه زيادة عنهما وأخرجه أحمد في المسند (١/ ٢٥٢).
(٤) اغتيل: أهلك سرا. واغتاله أهلكه سرا. [انظر لسان العرب ١١/ ٥٠٧، وشرح صحيح مسلم ٤/ ١٧٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>