للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والاختلال. وقدمت على ذلك مقدمات كلية، تتضمن مباحث جلية، عليها ينبني معظم الجواب، وبها يتيسر ظهور الصواب. وعلى الله توكلي، وإليه المآب «١».

وتلك المقدمات ثلاث:

[[المقدمة الأولى: سد باب الاستدلال بكتب أهل الكتاب]]

الأولى: أن هذا النصراني رأيته يعتمد في طعنه على الإسلام، على التوراة والإنجيل «٢» التي بيد اليهود والنصارى، وعلى كتب الأنبياء الأوائل/: كنبوة أشعياء «٣»، وأرمياء «٤»،


(١) في م، ش: مآب.
(٢) " ... والأناجيل ... " بالجمع، لأن عددها عند النصارى خمسة نتيجة التحريف والتبديل، منها: أربعة مشهورة هي: إنجيل متى، وإنجيل مرقس، وإنجيل يوحنا، أما الخامس فلا يعرفه إلا القليل منهم ويسمى إنجيل الصبوة، وفيه الأشياء التي صدرت عن المسيح في حال طفولته، ولذا سمى بالصبوة وينسب إلى بطرس عن مريم، ويذكر فيه مشاهير معجزات عيسى عليه السلام وقدومه وأمه ويوسف النجار إلى صعيد مصر ثم عودتهم إلى قرية ناصرة عند بيت المقدس (انظر الأجوبة الفاخرة للقرافي ص ١٧٩ ١٨١) قلت: وقد وجد لهم من الأناجيل غير هذه الخمسة فأناجيلهم أكثر من ذلك ربما تصل إلى الأربعين أو أكثر اندثر أكثرها وفقد بعضها وأخفوا بعضها الآخر، ولا يعترف أكثرهم بمثل انجيل برنابا الموجود اليوم.
(٣) أشعياء بن أمصيا بهمز وبدونه وكان قبل زكريا ويحي، وهو ممن بشر بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وكان في زمانه ملك اسمه حزقيال على بني إسرائيل وكان سامعا مطيعا لشعيا فيما يأمره به وينهاه عنه من المصالح ... ولما مات حزقيال كثر شر بني إسرائيل وطلبوا شعيا ليقتلوه فهرب منهم فمر بشجرة فانفلقت له فدخل فيها وأدركه الشيطان فأخذ بهدبة ثوبه فأبرزها فلما رأوا ذلك جاءوا بالمنشار فوضعوه على الشجرة فنشروها ونشروه معها ... والله أعلم.
(انظر البداية والنهاية ٢/ ٣٢ - ٣٣).
(٤) أرميا بن حلقيا من سبط لاوي بن يعقوب، وقيل من سبط هارون بن عمران كان في أيام آخر ملوك بني إسرائيل" صدقيا" روي أنه هو الذي نزل بشأنه قوله تعالى: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ... الآية. (سورة البقرة: ٢٥٩). (انظر تفسير الطبري ٣/ ٢٩، تفسير ابن كثير ١/ ٣١٤، الأنس الجليل ١/ ١٥٣ - ١٥٤، البداية والنهاية ٢/ ٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>