للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[أين تغرب الشمس كل يوم وموقف النصراني من ذلك]]

قال:" وفي سورة الكهف عند ذكر ذي القرنين «١». قال: حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ... (٨٦) «٢» قال ابن عطية: على وزن


- ١ - أن الله قادر على إلقاء الشبه من غير استحالة، ولا يخالف في ذلك إلا معاند لا يعترف بقدرة الله تعالى إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [سورة يس: ٨٢].
٢ - أن الحس إنما يعلم صورة الأمر لا حقيقته لأن ذلك إنما يعلم بقرائن الأحوال إن وجدت أو بأخبار الأنبياء- عليهم السلام- عن الله تعالى، الذي أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا.
٣ - مما يدل على أن الحس لا يفرق بين المتماثلات ما قاله القرافي- رحمه الله- في الأجوبة الفاخرة [ص ٢٤٩ - ٢٥٠ بتحقيق الباحث]:" أنا لو وضعنا في إناء رطلا من الماء أو الزيت أو نحو ذلك، ثم أريناه لإنسان ثم رفعنا ذلك المائع ووضعنا فيه رطلا آخر من ذلك المائع ثم أريناه لذلك الإنسان وقلنا له هذا الماء هو عين الماء الأول أو مثله؟ فإنه إذا أنصف يقول: الذي أدركه بحسي أن هذا ماء بالضرورة، أما أنه عين الأول أو مثله فلا أعلم لكن الحس لا يحيط بذلك ... " اهـ.
٤ - يجوز أن يخرق الله العادة لعيسى- عليه السلام- بخلق شبهه في غيره- كما أخرق له العادة في إحياء الموتى وغير ذلك- ثم يرفعه ويصونه عن إهانة أعدائه، وهذا لائق بالأنبياء. وهو اللائق بالآية ولكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ [النساء: ١٥٧] والله أعلم.
(١) أحد من ملكهم الله أمر الدنيا وحكى الله أمره في سورة الكهف من الآية رقم ٨٣ إلى ٩٨، واختلف في اسمه: فقيل هو الإسكندر المقدوني اليوناني، وقيل اسمه هرمس، وقيل: اسمه هرديس، وقيل غير ذلك، واختلف أيضا في تسميته" ذي القرنين" فقيل: كان ذا ظفيرتين من شعر فسمى بهما، وقيل: لأنه بلغ المغرب والمشرق فكأنه حاز قرني الدنيا، وقيل غير ذلك وهو أحد ملوك الدنيا كما قيل: ملوك الدنيا كلها أربعة مؤمنان وكافران، فالمؤمنان سليمان بن داود وذو القرنين، والكافران نمروذ وبختنصر. وقد اختلف في نبوته. [انظر تفسير القرطبي ١١/ ٤٦ - ٤٨، والبداية والنهاية ٢/ ١٠٢ - ١٠٩].
(٢) سورة الكهف، آية: ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>