للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[تجسم الشياطين وإنكار النصراني ذلك]]

وأما قوله:" تضمن هذا الحديث أن الشيطان متجسم":

قلنا: نعم.

قوله: هذا باطل: لأن الشياطين بسائط مجردة عن المادة.

قلنا: عن المادة العنصرية الكثيفة التي هي كمواد الآدميين؟ أو عن المادة مطلقا؟.

الثاني: ممنوع. والأول: مسلم فإن لهم مادة لطيفة، وكذا الملائكة فإن الشياطين خلقوا من نار، والملائكة من نور، كما صح في السنة النبوية «١». ثم كيف تصح دعوى تجردهم عن المادة مطلقا.

وقد ذكر في الأناجيل في نحو عشرين موضعا. منها: أن المسيح كان يخرج الشياطين من الناس/ وأن بعض الشياطين استغاث منه وقال:" ما لنا ولك يا مسيح ابن الله" «٢» وأنه أخرج الشياطين في بعض المرات/ إلى قطيع خنازير فأخذوها حتى رموها في البحر فغرقت «٣»، وأنه أخرج من" مريم المجدلية" سبع شياطين، ولذلك لازمت خدمته حتى مات، وكانت أول من رآه بعد قيامه من


(١) أخرج مسلم في الزهد، باب في أحاديث متفرقة حديث رقم ٦٠، وأحمد في المسند (٦/ ١٥٣) عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم» وهذا لفظ مسلم.
(٢) انظر إنجيل مرقس الأصحاح الخامس.
(٣) انظر إنجيل مرقس الأصحاح الخامس.

<<  <  ج: ص:  >  >>