للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أين قذارة الجماع من قذارة الغائط؟ الذي يتعبد مخاييس «١» النصارى ببقائه على أبدانهم، حتى تغالي فيه النصارى، فجعلوا يتهادونه يتبركون ويستشفون به من الأمراض، بناء منهم «٢» على فهمهم الفاسد لكلام المسيح في الفصل الثامن والعشرين/ من إنجيل متى «٣» حيث يقول:" ليس النجس ما دخل الفم ثم خرج مستحيلا من المخرج. إنما النجس ما خرج من الفم من الكلام السيئ، لأنه يدل على نجاسة القلب" هذا معنى كلامه «٤».

ومن أنكر من النصارى أنهم يتعبدون ببقاء العذرة على أبدانهم فهو مستخف منكر لما يعلم- كما ينكر بعض فقهاء المسلمين تجويز الوطء «٥» في الدبر- وهو


(١) مخاييس: هكذا جمعه المؤلف والخيس مصدر خاس الشيء يخيس خيسا. أي تغير وفسد وأنتن وخاست الجيفة: أي أروحت ... قال الليث: يقال للشيء يبقى في موضع فيفسد ويتغير ..
[انظر لسان العرب ٦/ ٧٤، المشوف المعلم في ترتيب الاصلاح على حروف المعجم ١/ ٢٦١].
(٢) في (أ):" بنا أمنهم منهم على فهمهم الفاسد".
(٣) النص في الأصحاح الخامس عشر منه حسب ترجمة سنة ١٩٧٩ م ولفظه" ثم دعا الجمع وقال لهم اسمعوا وافهموا، ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان".
(٤) كان المسيح- عليه السلام- يتدين بالطهارة، ويغتسل من الجنابة، ويوجب الغسل على الحائض، وطوائف النصارى عندهم ذلك كله غير واجب، فالإنسان منهم يقوم من على بطن المرأة، ويبول ويتغوط ولا يمس ماء، ولا يستجمر، والبول والغائط ينحدر على ساقة وفخذه ويصلي كذلك وصلاته صحيحة تامة- على زعمهم- ولو تغوط أو بال وهو يصلي فضلا عن أن يفسو أو يضرط، ويقولون: إن الصلاة بالجنابة والبول والغائط أفضل منها بالطهارة ... [انظر هداية الحيارى ص ١٤١، والأجوبة الفاخرة ص ١٣٣].
(٥) في (أ): الوطي.

<<  <  ج: ص:  >  >>