للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكون هذا معنى قوله- سبحانه وتعالى/- وسَخَّرَ الشَّمْسَ والْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ... «١».

الثالث: أن بعض أئمة السلف قرأ هذه الآية: والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها أي: لا تقف ولا تفتر «٢»، وهو معنى قوله تعالى: وسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ والْقَمَرَ دائِبَيْنِ ... (٣٣) «٣» أي لا يفتران من الدأب «٤»، وهو السعي الشديد وتكون هذه القراءة مفسرة للمراد من الأخرى.

وكل هذا محتمل لا يقدح بمثله في فروع شريعة فضلا عن أصولها.

الرابع: أن يكون مستقرها موضع سجودها. كما جاء في الحديث وقد بينا جواز وقوفها عن السير، بقصة يوشع وحزقيا «٥». وأن هذا مما يجب أن يتسلم عن النبوات ويتلقى بالقبول،/ ولا يقابل بشبه العقول القاصرة عن إدراك الحقائق الإلهية. والله أعلم.


(١) بعض آية في سورة فاطر الآية رقم ١٣، وفي سورة الزمر الآية رقم (٥) وفي سورة لقمان الآية (٢٩): «إلى أجل مسمى» ..
(٢) هذه قراءة عبد الله بن مسعود، وابن عباس- رضي الله عنهم-[انظر تفسير ابن كثير ٣/ ٥٧٢، وتفسير الشوكاني ٤/ ٣٦٩] وضعف القرطبي في تفسيره (١٥/ ٢٨). سند هذه القراءة إلى ابن عباس- رضي الله عنهما- ولعلها من القراءات الشاذة- والله أعلم-.
(٣) سورة إبراهيم، آية رقم: ٣٣.
(٤) في (أ): من الذات.
(٥) في (م): حزقيال. انظر هامش ص: ٣٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>