للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك أمثلة كثيرة في" الفوائد" «١» وأيضا ما تواتر من أن الأحبار «٢» والرهبان «٣» والكهان «٤» أخبروا بمحمد- عليه السلام- قبل مبعثه وعرفوه لما ظهر بصفته كبحيرا «٥» الراهب «٦» وغيره، فآمن به من سبقت له السعادة وكفر من سبقت عليه الشقاوة.


(١) لم أجد هذا الكتاب في خزائن المخطوطات التي زرتها، أو اطلعت على فهارسها.
(٢) انظر هامش ص: ٣٣٠.
(٣) الرهبان: جمع راهب بمعنى: المتعبد الخاشع الزاهد، وأهل الترهب عند النصارى: التخلي عن أشغال الدنيا، وترك ملاذها، والزهد فيها، والعزلة عن أهلها. وفي الحديث:" لا رهبانية في الإسلام" وقال تعالى: ورَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ [الحديد ٢٧] وأصل الرهبانية من الرهب ثم صارت اسما لما زاد عن المقدار. [انظر لسان العرب ١/ ٤٣٧ وتفسير القاسمي ٨/ ١٨٤].
(٤) الكهان: جمع كاهن. وهو الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار. وقد كهن يكهن كهانة إذا تكهن. وكان في العرب كهنة منهم شق وسطيح اللذان أخبرا بأمر محمد- عليه السلام- وغيرهما، ومنهم من كان يزعم أن له تابعا من الجن ورئيا يلقي إليه الأخبار، ومنهم من كان يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله، وهذا يخصونه بالعراف، وأصل الكهانة المعرفة والفطنة بدقائق الأمور وغوامضها. [انظر منال الطالب ص ١٥٨، ١٥٩].
(٥) من أحبار اليهود، وقيل: كان نصرانيا وإن اسمه جرجيس، وقيل: نسطورا، وقيل: كان على مذهب نسطورا واسمه جرجيس بن اسكندر، كان ينكر إلهية المسيح، اتخذ صومعة بعد طرده من ديره- بقرب الطريق الموصل إلى الشام- تمر عليه العرب فينذرهم بعبادة الله وينهاهم عن عبادة الأصنام. [انظر البداية والنهاية ٢/ ٢٨٦، وهامش ص: ١٢٥ من دلائل النبوة لأبي نعيم].
(٦) خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي صلّى الله عليه وسلّم في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب- بحيرا- هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ... فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: هذا سيد العالمين-

<<  <  ج: ص:  >  >>