للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموضع الذي يجب أن يدفن فيه" ادفنوه/ في موضع فراشه «١»، وهو حديث غريب. وفي إسناده عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي «٢» وهو يضعف «٣». كيف وقد روى ابن مكة «٤» في" أماليه" والسهيلي «٥» في" الروض": أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لما مات قالوا له: كيف نصلي عليك؟ قال: «إذا وضعتموني على شفير قبري في بيتي فاخرجوا عني، فإن الملائكة تصلي عليّ أولا» «٦». وساق الحديث. فمع هذا النص كيف يكون الخلاف في موضع دفنه؟ فهذا مما يدل على ضعف ذلك الحديث.


(١) أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز، باب ٣٣ حديث ١٠١٨.
(٢) في (ش): الملكي، وعبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي ملكية المدني. ضعيف. [انظر تقريب التهذيب ١/ ٤٧٤].
(٣) قال الترمذي:" هذا حديث غريب، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه.
وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه. فرواه ابن عباس عن أبي بكر الصديق، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أيضا" اهـ. قلت: أخرجه ابن ماجه في كتاب الجنائز، باب ذكر وفاته ودفنه صلّى الله عليه وسلّم من طريق ابن عباس عن أبي بكر. قال في الزوائد في نفس الموضع" وفي إسناده الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس الهاشمي تركه أحمد بن حنبل وعلي بن المديني والنسائي، وقال البخاري:
" يقال: أنه كان يتهم بالزندقة" وقواه ابن عدي، وباقي رجال الإسناد ثقات" اهـ. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (٢/ ٢٩٢) من طرق منها ما هو موقوف على أبي بكر، وطريق مرفوع وفيه محمد بن عمر شيخ ابن سعد: متروك وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة: ضعيف.
قلت: ولعله بمجموع طرقه يكون حسنا لغيره. والله أعلم.
(٤) لم أجد له ترجمة.
(٥) انظر ص ١٧٨ من هذا البحث ..
(٦) انظر الروض الأنف للسهيلي ٤/ ٢٧٤. وهو بنحو هذا اللفظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>