للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام فهو صحيح. لكن مرادك خلافه بمقتضى كلامك: يتبعون سيدنا المسيح، فإن هذا يعم- بزعمك- كل نصراني ينتحل دين المسيح، فيكون التهافت على هذا التقدير بين لفظك ومرادك. وإن عنيت مطلقا، فالنصارى أكثر الأمم فإنهم استقلوا بالبلاد الشامية «١»، وأطراف السواحل، وهم أهل الحبشة وملاكها، وبهم وبيأجوج ومأجوج «٢» تمتلئ جهنم إن شاء الله.

الوجه الثاني: قولك:" سيدنا المسيح".

من سيدك المسيح؟ لعمري إن مع التحقيق سيدك المسيح ضاع. لأن المسلمين قالوا: ما قتل ولا صلب، بل رفعه الله إليه. وأنتم تقولون: قتل وصلب ودفن وقام «٣» بعد ثلاث من الأموات، واليهود وافقوكم على صلبه، وخالفوكم في قيامه. فعلى قولهم سيدكم المسيح قد صار رميما، ثم إذا كان يوم القيامة كان لكم أشد


(١) فى (م): الشمالية.
(٢) يقال: إنهم من نسل يافث، أمتان كل أمة أربعمائة ألف أمة، كل أمة لا يعلم عددها إلا الله، لا يموت رجل منهم حتى يولد لصلبه ألف رجل وهم ثلاثة أصناف: صنف منهم أمثال الأرز شجر بالشام طول الشجرة عشرون ومائة ذراع. وصنف: عرضه وطوله سواء، وصنف يفترش أذنه ويلتحف الأخرى، لا يمرون بفيل ولا وحش ولا خنزير إلا أكلوه، ويأكلون من مات منهم وقيل: صنف منهم بطول شبر سيفسدون في الأرض بالظلم والقتل وسائر وجوه الإفساد من البشر، يمنعهم الله من الدخول إلى مكة والمدينة وقد ورد من النقول ما يضيق المقام بذكرها والحكم عليها. (انظر تفسير الطبري ١٦/ ١٧ - ٢٢، وتفسير القرطبي ١١/ ٥٦ - ٥٨، وتفسير ابن كثير ٣/ ١٠٣ - ١٠٤).
(٣) وقام: ليست في (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>